الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد أخوتي الكرام بارك الله في الجميع.
يقول عز من قائل في محكم التنزيل"وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".
فالقتل من كبائر الذنوب، إن لم يكن اكبرها بعد الشرك بالله العظيم.
والقتل له صورُ ثلاث:
الاولى: القتل بالحق، كالجهاد في سبيل الله، وقتل النفس بالنفس،وقتل الثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة.
الثانية: قتل الخطأ.
الثالثة: القتل العمد.
وكلامنا في هذه الليلة عن القتل العمد، وحال صاحبه في الدنيا والأخرة، وأهم شيء الذي أريد التحدث عنه...
هل القاتل المتعمد له توبة أو ليس له توبة؟؟؟
اختلف أهل السنة أختلاف كبيرا على هذه المسألة، فمنهم من منع عنه التوبة... ومنهم من اقر له بالتوبة... ومنهم من فصل بالامر.
وهذا الاختلاف نتج عن بعض الاحاديث الصحيحة الصريحة التي تمنع التوبة، والآيات الواضحة التي تخبر بغفران كل الذنوب.
عن عبد الله : ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأغاروا على قوم ، فشذ رجل من القوم فاتبعه رجل من السرية معه سيف شاهر ، فقال الشاذ من القوم : إني مسلم ، فلم ينظر فيها فضربه فقتله ، فنمى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قولاً شديداً فبلغ القاتل ، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل : يا رسول الله ، و الله ما قال الذي قال إلا تعوذاً من القتل ، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم و عن من قبله من الناس و أخذ في خطبته ، ثم قال الثانية : يا رسول الله ، و الله ما قال الذي قال إلا تعوذاً من القتل فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم و عن من قبله من الناس ، و أخذ في خطبته ثم لم يصبر أن قال الثالثة ، و الله يا رسول الله ، ما قال الذي قال إلا تعوذاً من القتل ، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرف المساءة في وجهه ثم قال : إن الله عز و جل أبى علي من قتل مؤمناً . قالها ثلاثاً .).أخرجه الحاكم في المستدرك وهو على شرط مسلم.
وايضا حدبث ابن عباس رضي الله عنه قال- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" أبى الله عز وجل أن يقبل توبة القاتل" حديث صحيح.
فهذه هي الاحاديث التي أحدثة اختلاف بين أهل العلم في قبول توبة القاتل.
فظاهر هذه الأحاديث وهي صحيحة أن القاتل ليس له توبة!!!
ولو نظرنا في كتاب الله لوجدنا الله تعالى يقول"إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا”. النساء(48).
القول الاول: فأقول معظم أهل العلم سلفا وخلفاً يقولون أن القاتل له توبة....
القول الثاني: وأما ابن عباس وتلاميذه كسعيد بن المسيب وغيره فيقولون لا تقبل توبته.
القول الثالث: وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ففصلا في المسألة.
فقالوا أن المسلم إذا قتل مسلم تعلقت به ثلاثة حقوق.
1-حق الله عز وجل: الذي له الحق عليك حيث امرك أن لا تسفك دماً مسلما فسفكته،
2- حق اولياء المقتول: من دية وقصاص.
3-حق الميت نفسه.
ففي الحق الأول: لو نظرنا إلى حق الله إنك عصيت وقتلت، قالوا لو عصى ثم استغفر لذنبه وتاب وأناب وعزم أن لا يرجع فهذا تقبل توبته، لأن الله تعالى قال"وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى”.
ويقول الله تعالى"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا" أي يغفر كل شيء حتى الشرك، إذا تاب منه صاحبه.
وفي الحق الثاني: ولو أديت لإولياء المقتول حقهم من دفع للدية، أو القصاص، الشيء الذي يرضون به، فأنت أديت الحق الذي لهم في الدنيا.
وبقي الحق الثالث: حق المقتول كيف تؤديه؟؟؟
فلو قُتل القاتل هل المقتول أخذ حقه؟؟ طبعا لا!!!.
فهذا الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم" فأبى الله".فالظلم لم استغفرت منه غفر الله لك، ولكن يبقى حق العباد. فلو أنك سرقت 1000ريال ثم تبت توية نصوحة نقول لك توبتك مقبولة عند الله، ولكن ارجع ال1000ريال حق فلان، فإن عفا عنك خلاص.
ولكن مسألة القتل لا تقدر ترجع الحق إلى صاحبه لأنه مات.
ولذك نقول دائما يا عباد الله عندما يتعلق الامر بالقتل يجب أن تعرف احكام الدماء جيدا، لأنك لو اخطئت وأنت حي يمكنك ادراك التوبة، ولكن انت لك نفسُ واحدةٌ إذا ضيعتها كيف تتوب.
وهذا ينطبق على كل من يظن أنه يجاهد جهاد شرعي، ولكن اتضخ له أن جهاده غير شرعي وأنه كان على بدعة وكان ظالم في ذلك، وقتل أنفس بريئة،ثم قُتل هو أيضا، فكيف يفعل؟؟؟
ففي مسألة المقتول أنت عليك أن تجتهد بالعبادة والطاعة وتتوب إلى الله تبوبة نصوحه، حتى إذا كان يوم القيامة كما جاء في الحديث الصحيح:
فعن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخب دما يقول: يا رب! سل هذا فيم قتلني، حتى يدنيه من العرش” رواه الترمذي في كتاب التفسير.
فإن كنت توبت واطعت الله يؤدي الله عنك، وإن لم يرضى الله عنك يأخذ المقتول من حسناتك حتى يستوفي حقه منك.
فاتقوا الله ياعباد الله في دماء المسلمين فإنهم حرام عليكم إلى قيام الساعة.
هذا والعلم عند الله العليم الخبير
أما بعد أخوتي الكرام بارك الله في الجميع.
يقول عز من قائل في محكم التنزيل"وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".
فالقتل من كبائر الذنوب، إن لم يكن اكبرها بعد الشرك بالله العظيم.
والقتل له صورُ ثلاث:
الاولى: القتل بالحق، كالجهاد في سبيل الله، وقتل النفس بالنفس،وقتل الثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة.
الثانية: قتل الخطأ.
الثالثة: القتل العمد.
وكلامنا في هذه الليلة عن القتل العمد، وحال صاحبه في الدنيا والأخرة، وأهم شيء الذي أريد التحدث عنه...
هل القاتل المتعمد له توبة أو ليس له توبة؟؟؟
اختلف أهل السنة أختلاف كبيرا على هذه المسألة، فمنهم من منع عنه التوبة... ومنهم من اقر له بالتوبة... ومنهم من فصل بالامر.
وهذا الاختلاف نتج عن بعض الاحاديث الصحيحة الصريحة التي تمنع التوبة، والآيات الواضحة التي تخبر بغفران كل الذنوب.
عن عبد الله : ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأغاروا على قوم ، فشذ رجل من القوم فاتبعه رجل من السرية معه سيف شاهر ، فقال الشاذ من القوم : إني مسلم ، فلم ينظر فيها فضربه فقتله ، فنمى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قولاً شديداً فبلغ القاتل ، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل : يا رسول الله ، و الله ما قال الذي قال إلا تعوذاً من القتل ، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم و عن من قبله من الناس و أخذ في خطبته ، ثم قال الثانية : يا رسول الله ، و الله ما قال الذي قال إلا تعوذاً من القتل فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم و عن من قبله من الناس ، و أخذ في خطبته ثم لم يصبر أن قال الثالثة ، و الله يا رسول الله ، ما قال الذي قال إلا تعوذاً من القتل ، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرف المساءة في وجهه ثم قال : إن الله عز و جل أبى علي من قتل مؤمناً . قالها ثلاثاً .).أخرجه الحاكم في المستدرك وهو على شرط مسلم.
وايضا حدبث ابن عباس رضي الله عنه قال- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" أبى الله عز وجل أن يقبل توبة القاتل" حديث صحيح.
فهذه هي الاحاديث التي أحدثة اختلاف بين أهل العلم في قبول توبة القاتل.
فظاهر هذه الأحاديث وهي صحيحة أن القاتل ليس له توبة!!!
ولو نظرنا في كتاب الله لوجدنا الله تعالى يقول"إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا”. النساء(48).
القول الاول: فأقول معظم أهل العلم سلفا وخلفاً يقولون أن القاتل له توبة....
القول الثاني: وأما ابن عباس وتلاميذه كسعيد بن المسيب وغيره فيقولون لا تقبل توبته.
القول الثالث: وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ففصلا في المسألة.
فقالوا أن المسلم إذا قتل مسلم تعلقت به ثلاثة حقوق.
1-حق الله عز وجل: الذي له الحق عليك حيث امرك أن لا تسفك دماً مسلما فسفكته،
2- حق اولياء المقتول: من دية وقصاص.
3-حق الميت نفسه.
ففي الحق الأول: لو نظرنا إلى حق الله إنك عصيت وقتلت، قالوا لو عصى ثم استغفر لذنبه وتاب وأناب وعزم أن لا يرجع فهذا تقبل توبته، لأن الله تعالى قال"وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى”.
ويقول الله تعالى"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا" أي يغفر كل شيء حتى الشرك، إذا تاب منه صاحبه.
وفي الحق الثاني: ولو أديت لإولياء المقتول حقهم من دفع للدية، أو القصاص، الشيء الذي يرضون به، فأنت أديت الحق الذي لهم في الدنيا.
وبقي الحق الثالث: حق المقتول كيف تؤديه؟؟؟
فلو قُتل القاتل هل المقتول أخذ حقه؟؟ طبعا لا!!!.
فهذا الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم" فأبى الله".فالظلم لم استغفرت منه غفر الله لك، ولكن يبقى حق العباد. فلو أنك سرقت 1000ريال ثم تبت توية نصوحة نقول لك توبتك مقبولة عند الله، ولكن ارجع ال1000ريال حق فلان، فإن عفا عنك خلاص.
ولكن مسألة القتل لا تقدر ترجع الحق إلى صاحبه لأنه مات.
ولذك نقول دائما يا عباد الله عندما يتعلق الامر بالقتل يجب أن تعرف احكام الدماء جيدا، لأنك لو اخطئت وأنت حي يمكنك ادراك التوبة، ولكن انت لك نفسُ واحدةٌ إذا ضيعتها كيف تتوب.
وهذا ينطبق على كل من يظن أنه يجاهد جهاد شرعي، ولكن اتضخ له أن جهاده غير شرعي وأنه كان على بدعة وكان ظالم في ذلك، وقتل أنفس بريئة،ثم قُتل هو أيضا، فكيف يفعل؟؟؟
ففي مسألة المقتول أنت عليك أن تجتهد بالعبادة والطاعة وتتوب إلى الله تبوبة نصوحه، حتى إذا كان يوم القيامة كما جاء في الحديث الصحيح:
فعن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخب دما يقول: يا رب! سل هذا فيم قتلني، حتى يدنيه من العرش” رواه الترمذي في كتاب التفسير.
فإن كنت توبت واطعت الله يؤدي الله عنك، وإن لم يرضى الله عنك يأخذ المقتول من حسناتك حتى يستوفي حقه منك.
فاتقوا الله ياعباد الله في دماء المسلمين فإنهم حرام عليكم إلى قيام الساعة.
هذا والعلم عند الله العليم الخبير