قالوا أنهم لا يعـرفوني
قصيدة للمحاصرين
أوقفـُوني
عندَ بابِ الدَّار كَي يَستـَجـوبُـونِي
قَـرَأوا إسمي... و قالوا إنهم لا يَعْرفوني
أوقفوني
و سنيناً لم أرى البيتَ الذي قََد سلبوني
إنهم أبناء عـمٍّ أنكروني
عند بوابة اسرائيل حيثُ اعـتقلوني
بين إرهاب المتاريس وحيداً
و غَيَابَاتِ السجون
أوقفوني لأرى القدس تنادي
و جدار الفصل دوني
و بنوا عمي و وقومي خذلوني
ركبـوا كل المتاهات اليهم و أبوا أن يسألوني
حاصَروني بالجَوازات التي لم يمنحوني
أوقفوني بين نهرين من الاحزان و الخوف الذي يكـبر دوني
هكذا الأهـل مهانات و ذل أطعموني
بين سجن فيه ضيعت شبابي
و يـد ظالمة فـي كفها قد أودعـوني
ببحور أكلت شاطئ عمري.... أغرقوني
و خلافات و ظلم و فراق
و دمـوع و اشتياق
كلما عدت لأرضي أبعدوني
كلما أطلقت صوتي كمموني
كلما حاولت أن أغفوا و أن أحلم بالعـييش سعيداً
أيقظوني
أحرقوا لون دمي القاني و حبات عيوني
فأرى الأبناء مـابين المنافي و السجون
و أرى الأمة في ليل طويل كشجوني
و أرى الوادي الذي قد كان نهرا من نـقاءٍ
صار نهراٍ من مجون
و أرى الليل الذي كان يغـني لحبيباتي يـنادي بجنون
بعد أن أطبقت من حزن جفوني
بعد أن ذر أحبائي رمادا في عيوني
أوهموني
خدعوني
كذبوني
انني لا زلت منهم ......
و و راء السور جورا حبـسوني
لا تسل عن أمة أهدت ظفائرها لقطَاع الطريق لـيرهبوني
أمتي الثكلى التي حُكمت بسـوطٍ و به الأعداء ظماً حكموني
حلمت غزة أن تمـشي على نهر تجمد
و مساءات لها الأنجم تشهد
و عيون حالمات ليس ترمد
و اذا بالليل يجثوا و اذا بالباب يوصد
و إذا بالعمر يَمضي
و إذا الأيام تُحصد
و اذا بالصلح يُعـقـد
أمة الأعراب و الارهاب أمست
لا ترى غـير هتافات بها كم شتموني
و شعارات بها قد قسموني
طفلة في مصر ترنوا للقاء
طفلة في أرض نجد في قصور الأمراء
طفلة تحلم في عمان أن تحيى حياة الكرماء
طفلة كانت ببغداد أميرة
و لها بيت و إسـم و حصيرة
و لها أهل و دار
و لها مثل الصغار
و طـنٌ فيه تنام
و لها عـش حمام
طفلة أخرى هناك اختطفـوها
طفلة أخرى هناك اغتصبوها
و هناك اغتصبوها و هناك اغتصبوها
و هنا صببّوا عليها حقد أمريكا و جورا أحرقوها
آه يا أمة مليار أضاعوها
كما بالامس في يوم لقاء ضيعـوني
آه يا أمة مليـار بموتي خذلوني
كلهم يعرف إسمي...
كلهم يعرف رسمي...
كلهم يعرف لكن يوم جوعي كلهم ما عرفوني
كلهم حين رأوا خصمي عــَدَى ظلمآ أبوا أن ينصروني
أنا لا أشكوا و لكن تلك شكوى ألف مقـتـول بغـدر سبقـوني
انا لا أبكي و لكـن ذاك دمع الأهـل حين استنصروني
يا لّذُلِّ القيد حين الأهل ظلما قـيدوني
و أتـوا بالخصـم يختال أمامي و له في صلح ذل أسلموني
آه يا أمة مليون شهـيدٍ سبقوني
أوقفوا تقطـيع أوصالي فقد مزقـتـموني
كم و قـفت أمامَ باب الأهل حتى يُدخلوني
و طرقت الباب يَا أهلي
و أهلي طردوني
ليلة و البـرد يكويني و أطفالي بصمت عاتـبوني
أبتي هـل هكذا العرب تنام....؟
أبتي هل هكذا يجثوا الظلام...؟
أبتي هل هكذا تبكي عيون القدس أو تبـكي الخيام...؟
أبتي هـل هكذا الناس تغـني للسلام..؟
بعد أن جاؤا بذئب و له في برد ليل أطعموني
و له كي يـستّلِذ ببرد كانون بليل أحرقوني
أبتي....
لو أن أهلي أفهموني
أبتي لو ان أهلي رحموني
قرأوا اسمي و قالوا أنهم لا يعرفوني
أنا لن أشهـد صلحاً أخوتي في يوم قتلي عقدوه
أنا لن أشهـد مجدا من عظامي شيدوه
أنا لن أنسى بأن الأهل قد حفظوا عهوداً لعـزاة نحروني
و رموني و سط جب و أوبوا أن ينقذوني
أخوتي لو أخبروني
لتركت الدار خلفي و مضيت
اخوتي لو طلبوا مني عيوني ما أبيت
ليتهم ما تركوني
قرأوا إسـمي و قالوا .....
انهم لا يعرفوني.