[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هل سبق وأن جال بخاطرك أن تتواصل فكريًا يومًا ما مع الآخر من دون أن تنطق بكلمة واحدة؟ وهل راودتك الرغبة من قبل في أن تتمكن من قراءة عقول الآخرين؟ تساؤلات ربما راودتنا، وداعبت خيال الكثيرين منَّا، لكنها دومًا وأبدًا ما كانت تتعلق في الأذهان بنوعية أفلام الخيال العلمي، نظرًا للفروقات المنطقية والعقلانية التي كانت تفصل بينها وبين حظوظ تطبيقها من الناحية العملية. لكن في ظل تدفق الكم غير المسبوق من الدراسات البحثية والتجارب المختبرية، كان من الطبيعي أن تزول مثل هذه الفروقات، ولو بصورة مبدئية على أقل تقدير، خاصةً بعد التقنية الجديدة المعلن عنها.
هل أردت يوما قراءة ما يدور في عقول الآخرين أو تبادل أفكارك معهم من دون أن تتكلم معهم؟ قد يكون هذا الأمر ممكنا وفق علماء بريطانيين قالوا إنهم ابتكروا جهازا يسمح بالتواصل بين عقلي شخصين مباشرة وبعث رسائل صاغها أحدهما بعقله ثم ارسلها من خلال تواصل انترنتي إلى الشخص الثاني.
وأضاف جيمس لمراسل صحيفة التايمز اللندنية الصادرة اليوم 16 أكتوبر 2009 أن "ذلك سيكون مفيدا جدا لأولئك المحبوسين في أجسادهم ولا يتحدثون، أو حتى تطرف لهم طرفة عين". من دون أن يقدروا على التعبير عما يدور في رؤوسهم من أفكار".
في الوقت الذي رحب فيه آخرون بالفكرة على اعتبار أنها تمثل طفرة مستقبلية في مجال الإنترنت، حيث يمكن الارتكاز عليها كوسيلة جديدة للاتصال دون الحاجة إلى لوحات المفاتيح، أو الهواتف أو حتى الأفواه. هذا وقد اعترف دكتور جيمس بأنهم ما زالوا بعيدين بشكل كبير عن هذا المستقبل الذي يمزج ما بين عمق التفكير وصمت الحديث. لافتًا في السياق ذاته إلى أن ما يمكن إرساله الآن بين الأدمغة البشرية هي سلسلة فقط من الأرقام الثنائية ( تسلسل من الأصفار والأرقام الأحادية).ودفع هذا الابتكار الأول من نوعه بعض العلماء إلى اعتباره خطوة نحو التخاطب بين الأشخاص من دون الحاجة إلى لوحة المفاتيح أو الهاتف أو حتى اللسان. ولا بد أن يكون هناك ربط انترنتي من نوع "النطاق العريض" بكفاءة جد عالية.
لكن الدكتور جيمس اعترف أننا ما زلنا في أول الطريق. فخلال تجربة التواصل بين شخصين رُبط كل منهما بسلسلة من الأقطاب تقيس أجزاء معينة من الدماغ. وقام الشخص الأول بتوليد سلسلة من الصور عبر النظام الثنائي المستخدم في الكومبيوتر والاتصالات والمتكون من الصفر والواحد. ووفق هذا النظام كانت حركة الذراع اليسرى للصفر واليمنى للرقم 1.
واستعان الباحثون بتقنية "التفاعل الحاسوبي للدماغ" التي تسمح للحواسيب بتحليل إشارات المخ. ويشير دكتور جيمس إلى أن ابتكاره الجديد يعني بنقل تلك الإشارات إلى شخص آخر عبر شبكة الإنترنت. وأثناء عملية النقل، تم توصيل أقطاب كهربية لشخصين بغية قياس مستوى النشاط في مناطق معينة بالمخ. ويقوم الشخص الأول بتوليد سلسلة من الأصفار والأرقام الأحادية، متخيّلاً تحرك ذراعهم الأيسر للصفر، والأيمن للواحد. ويقوم حاسوب الشخص الأول بالتعرف إلى الأفكار الثنائية وترسلها عبر الإنترنت لحاسوب الشخص الثاني. ثم تومض لمبة بترددين مختلفين للواحد وللصفر. ويتم تحليل إشارات مخ الشخص الثاني بعد الإحداق بتلك اللمبة ويتم انتقاء رقم التسلسل بواسطة أحد أجهزة الكمبيوتر. وتستغرق العملية ثلاثين ثانية تقريبًا لإرسال أربعة أرقام بتلك الطريقة. وهنا، أكد دكتور جيمس على أن المرحلة المقبلة ستتركز على جعل النظام أكثر سهولة وبساطة وتمكن كومبيوتر الشخص الأول من إدراك الأفكار المنقولة بالنظام الثنائي الرقمي وبعث عبر الانترنت لكومبيوتر الشخص الثاني هذه الأفكار. آنذاك اشتعل مصباح بذبذبتين مختلفتين للواحد وللصفر. أنذاك بدأ دماغ الشخص الثاني ببث إشارات بعد أن حدق في المصباح وتمكن الكومبيوتر من التقاطها.
كل ذلك استغرق 30 ثانية لبعث أربعة أرقام بهذه الطريقة. وقال الدكتور جيمس إن المرحلة اللاحقة هي جعل الجهاز يعمل بشكل أسرع. وأكد أن بحثه أثبت إمكانية ابتكار جهاز يساعد على نقل ما يدور من أفكار الناس لنقلها في رسائل إلى آخرين. لكن لتحقيق ذلك يجب على الأفراد أن يقبلوا بربط أقطاب إلى داخل جماجمهم بل وحتى زرعها في الدماغ، وهذا ما سيفتح الباب على أسئلة تتعلق بالتبرير الأخلاقي لابتكار كهذا. مع ذلك فإن هناك فترة لا تقل عن ثلاثين سنة حينما يكون بإمكانك أن تفكر برسالة فتتمكن زوجتك من قراءتها فورا على هاتفها الجوال .. أما أن يظهر هذا الخاطر في عقل شخص آخر، فذلك هو الشيء الذي لن يكون سهلاً ".
وأعلن الباحثون عن تطوير نظام جديد يسمح بإتمام عملية الاتصال من دماغ لآخر .. تقنية جديدة جاءت لتفتح آفاق جديدة على أصعدة شتى، بعد أن أماط الباحثون اللثام عن أن هذا النظام الجديد يسمح بإرسال رسائل كوَّنتها إشارات مخ أحد الأفراد عبر وصلة إنترنت إلى مخ شخص آخر يبعد بمسافة تقدر بعدة أميال. وهنا، يقول كريستوفر جيمس، الذي عمل مع زملائه في جامعة ساوثهامبتون، إن تجاربه المتعلقة بتلك التقنية كانت مجرد " خطوات أوليّة" تجاه التقنيات التي ستسمح للأشخاص بإرسال الأفكار، والكلمات، والصورة بشكل مباشر وفوري إلى داخل عقول الآخرين.